هل انا ام ناجحة ؟
سؤال يتردد كثيرا على ذهنى ، وخاصة فى تلك الايام التى تدعونا فيها امى الى الغداء فى بيتها .
فى تلك الايام خاصة انظر بسعادة الى حجم اسرتنا بعد ان كبرواتسع واقترب من حجم القبيلة الصغيرة . فى هذه المناسبات السعيدة التقط صورة تذكارية تجمع ابى وامى على راس قبيلتهما ومن حولهما يتجمع الاولاد والاحفاد وابناء الاحفاد فى تدرج هرمى مثير يعوردة قدرة الخالق وحكمته فى منظومة الحياة والبشر .
بعدما ينتهى الاحتفال وينفض الجمع ويمضى كل منا الى حال سبيله ويطبع اولادى قبلاتهم على خدى ليلحق كل منهم بجماعة اصدقائه ، اعود وحدى الى بيتى اسرح مع افكارى احاور صمت الجدران ولا تلبث ان تغزو خيالى صورة امى وهى سعيدة فرحة بتجمع قبيلتها الصغيرة حول طاولة الغداء وقد اعدت لكل فرد منها طبق الطعام المفضل لديه وتتردد الصيحات تناديها بامى وجدتى وهى تشمل الجميع بعينين لامعتين بالحب والفرح والزهور بهذه الحديقة من الثمار اليانعة الطيبة الجميلة التى رعتها وروتها بمساعدة ابى قطرة قطرة ويوما بعد يوما .
وسرعان ما تقفز الى مخيلتى صور المقارنة بين امومة امى لنا وبين امومتى لاولادى فى محاولة لقياس نجاحى بنجاحها وظروف حياتى بظروف حياتها .
اقل من ربع قرن يفصل بين عمرينا ، ومع ذلك فشتان بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى هيمنت على بنات جيلها وبنات جيلى فانا انتمى لذلك الجيل الذى اطلق عليه خبراء العلوم الاجتماعية بجيل ما بعد الاسرة النووية .
وتعريف الاسرة النووية يرمز الى الاسرة العصرية التى ولدت من رحم المجتمع التكنولوجى الحديث بقوانينه الالكترونية التى اختزلت واختصرت العلاقات الاسرية وحولتها من النظام الشمولى ( ارتباط الوالدين بجيل الاباء والاجداد اضافة الى جيل الابناء والاحفاد ) الى الاسرة الاحادية او الفردية او النووية ( التى يتقوقع فيها الاب والام على اولادهما فقط وينعزلان عن باقى افراد الاسرة من حيث الارتباط والمسئولية )
اما جيل ما بعد الاسرة النووية والذى يضمنى ويضم نحو 40% من النساء فى مجتمعى فهو يشتمل على تلك الجموع الغفيرة من النساء اللاتى يتحملن مسئولية رعاية اولادهن بمفردهن ( تربويا واقتصاديا واجتماعيا ) عندئذ اسال نفسى هل تصح المقارنة بين الحالتين والظرفين والجيلين والزمنين ؟
بين امى التى يسرت لها ظروف زمانها سبل التفرغ الذهنى والزمنى بالاضافة الى المساندة الاقتصادية والمعنوية والتربوية من شريك حياتها واب ابنائها لتتفرغ لعمل واحد ووظيفة واحدة وهى الامومة وبينى انا التى تتعدد ادوارها بين مسئولية الوظيفة وادارة البيت وتربية الاولاد ومشاق الادارة الاقتصادية اللازمة لحياة اسرتها ؟
كل ذلك دون مساندة معنوية او عاطفية او اقتصادية من شريك يتقاسم معى اعباء المسئولية ؟
فهل تصح المقارنة فى هذه الحالة وهل تجوز المفاضلة بين جيل من الامهات حمل بناء اسرته على سافين اثنين وبين جيل اخر حمل نفس البناء ولكن على ساق واحدة ؟
اتوقف بتفكيرى عند تلك النقطة الفاصلة لاكتشف انى ظلمت نفسى طوال السنوات الفائتة وانا اقيم المقارنات بينى وبين امى فى سبل واساليب تربية اولادى ولا افتا
اعاقب نفسى بمحاصرتها باحاسيس الذنب .
ارتاحت نفسى بعد ان توصلت لحقيقة ان المقارنة مع امى غير جائزة من اساسها
فلا املك وقتها ولا صفاء ذهنها ولاترف التفرغ الذى تمتعت به ولا عندى الشريك المحب الامين الذى يوفر لى ولاولادى الحماية النفسية والامن المعنوى والاقتصادى
الذى عاشت امى حياتها كلها فى كنفهم .
اشعر الان انى اسعد حالا بعد ان حررت نفسى من عبء المقارنة وبعد ان حررت روحى من عذاب مشاعر التقصير والذنب .
انا ايضا اريد ان اكبر فى العمر لاجمع اولادى واحفادى على طاولة الغداء من حولى
اريد ان اعد طاولة عامرة بالطعام المفضل لكل فرد من افراد قبيلتى الصغيرة .
اريد ان اسعد روحى وقلبى وعينى بالنظر الى تلك الحديقة الصغيرة التى اسستها بكل الحب والعطاء وان اشعر بالفخر والزهو والحمد لله ، وانا اتامل تلك الثمار اليانعة التى اعطيتها كل وقتى وخبرتى وحنانى .
وفى سبيل ان يتحقق لى هذا الامل وهذا الحلم اضاعف العمل احارب الياس اخلق الوقت لاسعد واسعد ابنائى بما اتاحه لى زمانى .
سؤال يتردد كثيرا على ذهنى ، وخاصة فى تلك الايام التى تدعونا فيها امى الى الغداء فى بيتها .
فى تلك الايام خاصة انظر بسعادة الى حجم اسرتنا بعد ان كبرواتسع واقترب من حجم القبيلة الصغيرة . فى هذه المناسبات السعيدة التقط صورة تذكارية تجمع ابى وامى على راس قبيلتهما ومن حولهما يتجمع الاولاد والاحفاد وابناء الاحفاد فى تدرج هرمى مثير يعوردة قدرة الخالق وحكمته فى منظومة الحياة والبشر .
بعدما ينتهى الاحتفال وينفض الجمع ويمضى كل منا الى حال سبيله ويطبع اولادى قبلاتهم على خدى ليلحق كل منهم بجماعة اصدقائه ، اعود وحدى الى بيتى اسرح مع افكارى احاور صمت الجدران ولا تلبث ان تغزو خيالى صورة امى وهى سعيدة فرحة بتجمع قبيلتها الصغيرة حول طاولة الغداء وقد اعدت لكل فرد منها طبق الطعام المفضل لديه وتتردد الصيحات تناديها بامى وجدتى وهى تشمل الجميع بعينين لامعتين بالحب والفرح والزهور بهذه الحديقة من الثمار اليانعة الطيبة الجميلة التى رعتها وروتها بمساعدة ابى قطرة قطرة ويوما بعد يوما .
وسرعان ما تقفز الى مخيلتى صور المقارنة بين امومة امى لنا وبين امومتى لاولادى فى محاولة لقياس نجاحى بنجاحها وظروف حياتى بظروف حياتها .
اقل من ربع قرن يفصل بين عمرينا ، ومع ذلك فشتان بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى هيمنت على بنات جيلها وبنات جيلى فانا انتمى لذلك الجيل الذى اطلق عليه خبراء العلوم الاجتماعية بجيل ما بعد الاسرة النووية .
وتعريف الاسرة النووية يرمز الى الاسرة العصرية التى ولدت من رحم المجتمع التكنولوجى الحديث بقوانينه الالكترونية التى اختزلت واختصرت العلاقات الاسرية وحولتها من النظام الشمولى ( ارتباط الوالدين بجيل الاباء والاجداد اضافة الى جيل الابناء والاحفاد ) الى الاسرة الاحادية او الفردية او النووية ( التى يتقوقع فيها الاب والام على اولادهما فقط وينعزلان عن باقى افراد الاسرة من حيث الارتباط والمسئولية )
اما جيل ما بعد الاسرة النووية والذى يضمنى ويضم نحو 40% من النساء فى مجتمعى فهو يشتمل على تلك الجموع الغفيرة من النساء اللاتى يتحملن مسئولية رعاية اولادهن بمفردهن ( تربويا واقتصاديا واجتماعيا ) عندئذ اسال نفسى هل تصح المقارنة بين الحالتين والظرفين والجيلين والزمنين ؟
بين امى التى يسرت لها ظروف زمانها سبل التفرغ الذهنى والزمنى بالاضافة الى المساندة الاقتصادية والمعنوية والتربوية من شريك حياتها واب ابنائها لتتفرغ لعمل واحد ووظيفة واحدة وهى الامومة وبينى انا التى تتعدد ادوارها بين مسئولية الوظيفة وادارة البيت وتربية الاولاد ومشاق الادارة الاقتصادية اللازمة لحياة اسرتها ؟
كل ذلك دون مساندة معنوية او عاطفية او اقتصادية من شريك يتقاسم معى اعباء المسئولية ؟
فهل تصح المقارنة فى هذه الحالة وهل تجوز المفاضلة بين جيل من الامهات حمل بناء اسرته على سافين اثنين وبين جيل اخر حمل نفس البناء ولكن على ساق واحدة ؟
اتوقف بتفكيرى عند تلك النقطة الفاصلة لاكتشف انى ظلمت نفسى طوال السنوات الفائتة وانا اقيم المقارنات بينى وبين امى فى سبل واساليب تربية اولادى ولا افتا
اعاقب نفسى بمحاصرتها باحاسيس الذنب .
ارتاحت نفسى بعد ان توصلت لحقيقة ان المقارنة مع امى غير جائزة من اساسها
فلا املك وقتها ولا صفاء ذهنها ولاترف التفرغ الذى تمتعت به ولا عندى الشريك المحب الامين الذى يوفر لى ولاولادى الحماية النفسية والامن المعنوى والاقتصادى
الذى عاشت امى حياتها كلها فى كنفهم .
اشعر الان انى اسعد حالا بعد ان حررت نفسى من عبء المقارنة وبعد ان حررت روحى من عذاب مشاعر التقصير والذنب .
انا ايضا اريد ان اكبر فى العمر لاجمع اولادى واحفادى على طاولة الغداء من حولى
اريد ان اعد طاولة عامرة بالطعام المفضل لكل فرد من افراد قبيلتى الصغيرة .
اريد ان اسعد روحى وقلبى وعينى بالنظر الى تلك الحديقة الصغيرة التى اسستها بكل الحب والعطاء وان اشعر بالفخر والزهو والحمد لله ، وانا اتامل تلك الثمار اليانعة التى اعطيتها كل وقتى وخبرتى وحنانى .
وفى سبيل ان يتحقق لى هذا الامل وهذا الحلم اضاعف العمل احارب الياس اخلق الوقت لاسعد واسعد ابنائى بما اتاحه لى زمانى .